خبيرة طاقة لـ«مصر الآن»: العلاج بالطاقة الحيوية يعد شكلًا من أشكال الطب البديل.. وعالم أزهري يعقب
كثُرت خلال العقود الأخيرة المراكز العلاجية المخصصة للعلاج بالطاقة الحيوية والتي يزعم القائمون عليها أن لديهم قدرات كامنة قادرة على علاج الأمراض النفسية والعضوية، إن العلاج بالطاقة الحيوية يعتبره المتخصّصون في علم النفس "خرافة" والبعض يصفه بـ"الدجل والسحر والشعوذة" ومتخصصيه يصفونه بـ"العلم" ومنظمة الصحة لم تقرّه، وسواء أكان سحرًا أو خرافة أو علم؛ وبالرغم من كم الشكوك التي تحوم حول هذا المجال في الأوطان العربية، فالحقيقة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها؛ أنه مجال بات حيويًا وله باع وصيت كبير بين العوام، ولما لا فهو علم اكتُشف منذ قديم الأزل وما زال صداه قائمًا إلى يومنا هذا.
وأشار علي المطيعي من علماء الأزهر الشريف لـ«مصر الآن» عن مسألة العلاج بالطاقة الحيوية وهل يعد علمًا معترف به طبيًا أم لا، قال: «لا تعقيب سوى أني أطلب رأي علماء الطب المتخصصين في هذا، فإن اعترفوا بمثل هذا العلم، فسأسلم بصحته، أما إن لم يعترف أهل الطب بأن هذا علم، فأنا مع ثوابت علوم الطب التي تستخدم في العلاج وأسلم بها دون عن أية علوم أخرى».
وفي محض الحديث عن هذا التخصص وجوانبه على حياتنا إيجابية كانت أو سلبية، توجه «مصر الآن» لمحاورة خبيرة العلاج بالطاقة الحيوية «دينا حشمت»؛ للحديث معها عن تعريف العلاج بالطاقة الحيوية، وهل يتماشى مع أصول الدين؟، ولماذا يعتبره المتخصصون في علم النفس "خرافة ودجلاً"؟، وهل يصل إلى مرحلة العلم والاعتراف به كعلم مستقل؟، والعديد من الأسئلة الأخرى.
بداية.. ماذا يعني العلاج بالطاقة الحيوية - على حد علمك كونك أحد متخصصين هذا المجال؟
تمثل الطاقة كل شيء حولنا، والله - سبحانه وتعالى هو المصدر الوحيد للطاقة في كل شيء في الكون. يحيط بجسم الإنسان جسم طاقي وهو موازي تمامًا للجسم المادي ويسمى الجسم «البيوبلازمي» أو الجسم «الأثيري»، ويرتكز العلاج بالطاقة الحيوية على قانون المعالجة بطاقة الحياة والشفاء الذاتي أي أن الإنسان له القدرة على التعافي ذاتيًا.
وتتمثل مهمة المعالج بالطاقة الحيوية في التسريع من معدل شفاء المريض؛ فتقوم على تنظيف الطاقة السلبية من جسم المريض، وإعادة شحنه بطاقة أخرى نظيفة؛ لأن جسم الإنسان يتكون من مراكز للطاقة تسمى «الشاكرات» وكل شاكرة تكون مسئولة عن جزء أو عدة أجزاء في الجسم؛ وعندما يمرض الإنسان؛ تصبح هذه المراكز بها خلل او انسداد في مساراتها؛ مما يؤدي إلى خلل في تدفق الطاقة في جسم الإنسان؛ ولذا فالمعالج بالطاقة الحيوية يقوم بتنظيف هذه المراكز؛ فتعود لتؤدي مهمتها بشكل طبيعي؛ مما يعيد للإنسان التوازن في صحته وحالته النفسية، وبالتالي ينعكس على حالته المادية والنفسية وعلاقاته.
ولكن إذا كان العلاج بالطاقة الحيوية يعد علمًا - على وصفك البعض، فلماذا اعتبره البعض نوعًا من السحر، وآخرون قالوا إنه معتقد بوذي لا يتماشى مع ما جاء به الإسلام، فيما يعتبره المتخصصون في علم النفس "خرافة ودجلاً"، ما تعليقك على الأمر؟
أعتقد أن العلاج بالطاقة الحيوية ليس له أية علاقة بالسحر أو الشعوذة، بل هو علم قائم بذاته اسمه العلاج بالطاقة الحيوية أو العلاج بطاقة الحياة أو «البرانيك هيلينج» وطوره المهندس الفلبيني «شواه كوك سوي»، فهو علم عُرف منذ قرون طويلة في الصين والتي أنشأت جامعة كاملة؛ لتدريس الطب البديل، ومن ضمنها العلاج بالطاقة الحيوية.
ويستخدم المعالج طاقته المستمدة من الله في علاج المرضى، حيث توجد قوة خفية وضعها الله داخل الإنسان؛ فيقوم المعالج بتفعيلها داخل الجسم؛ مما يساعد على تسريع وتيرة الشفاء.
هل العلاج بالطاقة الكونية يبطل عمل متخصصين وعلماء الطب؟
يقوم العلاج بالطاقة الحيوية على تعزيز قوة الطاقة البشرية وعلاج اختلالات الطاقة في الجسم؛ لإعادة أنظمة جسم المريض إلى حالتها وتوازنها ونشاطها الطبيعي.
والعلاج بالطاقة الحيوية هو كما ذكرت لك أحد أشكال الطب البديل أو التكميلي أو الطبيعي، وهو ليس بديلًا عن أي شكل من أشكال العلاج التقليدي، وليس بديلًا عن العلاج بالطب التقليدي أو الرقية الشرعية، والتي تعد علاجًا بطاقة القرآن الكريم، كما أن العلاج بالطاقة الحيوية لا يتعارض مع أي شكل من أشكال العلاج التقليدي بل هو مكمل له ويسرع من نتائجه.
لكل علم تأثير قد يكون سلبيًا أو إيجابيًا، فما هو تأثير العلاج بالطاقة الروحية على المرضى هل يفي بنتائج جيدة تساعد على تحسين صحة المريض، وهل العلاج يشمل علاج الأمراض بالمتعلقة فقط بالصحة النفسية للشخص أم إنه يعد علاجًا لكافة الأمراض الخطيرة منها والبسيطة؟
أحدث العلاج بالطاقة الحيوية نهضة كبيرة في العلاج؛ نظرًا لنتائجه المبشرة في علاج المرضى؛ حيث خصصت الكثير من دول العالم جامعات كاملة ومعاهد متخصصة؛ لدراسة وممارسة هذا النوع من العلاج مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودول من أوروبا، كما باتت العديد من المستشفيات في الخارج تستخدم هذا النوع من العلاج؛ بسبب نتائجه الفعالة في العلاج؛ حيث أشاد العديد من الأطباء التقليديين بهذا النوع من العلاج في المؤتمرات العلمية؛ نظرًا لقدرته على علاج الكثير من الأمراض الخطيرة والمستعصية بالمقارنة مع الطب التقليدي.
كما أن العلاج بالطاقة الحيوية ليس له أية آثار سلبية على صحة المريض، ويعمل العلاج بالطاقة الحيوية على معظم جوانب صحة الإنسان، فيمكنه أن يستخدم في علاج الأمراض العضوية أو النفسية أو العقلية أو العصبية؛ حيث يعمل العلاج على جانبين أحدهما جلسات علاجية والتي تقوم على استخدام تقنيات وأدوات مخصصة لهذا النوع من العلاج، والآخر يقوم على تعديل أو ضبط سلوك المريض؛ مما يُحدث أثرًا إيجابيًا على صحته ونفسيته وأدائه وسلوكه، وكذلك بسبب أن انسدادات مسارات الطاقة في الجسم تعمل على وجود «بلوكات» في جسمه؛ مما يتسبب في ظهور أمراض نفسية أو عضوية أو عصبية أو عقلية.
ولكن لماذا يحرم أغلب علماء الدين هذا الأمر ويصفونه بأنه حفرة من حفر الشيطان رغم أن أثاره الإيجابية فعالة على تحسين صحة المرضى حسبما ذكرتِ؟
لا أعلم السبب الحقيقي وراء الهجوم على هذا النوع من العلاج؛ وقد يكون السبب في ذلك أنه ليس منتشرًا بشكل كافي في بلادنا أو جديد على المجتمع، أو ربما؛ بسبب عدم توافر تفاصيل كافية عن هذا النوع من العلاج وجوانبه الإيجابية سواء على المستوى الصحي أو النفسي.
وأنا دائمًا ألجأ إلى الله عندما أقوم بالجلسات وأطلب من الله أن يمُن على المريض بالشفاء؛ لأن الله هو الوحيد القادر على أن يهب المريض الشفاء؛ لأنه بيده وحده، فالمعالجون هم قنوات للشفاء، وما هم إلا وسيلة سخرها الله؛ لمساعدة المرضى باستخدام الطاقة المستمدة من رب الكون دون مخالفة تعاليم أو قيم الدين.
أخيرًا لماذا يتهم علماء علم النفس متخصصي العلاج بالطاقة الحيوية بالدجل، أليس علم النفس والطاقة وجهان لعملة واحدة؟
ليس هناك أي وجه تشابه بين علم النفس والعلاج بالطاقة الحيوية؛ لأن كلاهمها علم قائم بذاته، لكنهما قد يكملان بعضهما البعض، كل علم منهما يعمل على جانب منفصل تمامًا عن الآخر، فالمعالج النفسي يستخدم تقنيات تتعلق بالتحليل النفسي للمريض، وإعطائه نصائح معينة؛ لكي يتعايش مع الاضطراب النفسي الذي يمر به، أما المعالج بالطاقة الحيوية؛ فيستخدم تقنيات وأدوات مخصصة؛ للقيام بالجلسات العلاجية مع إعطاء المريض نصائح تتعلق بسلوكه وحياته بشكل عام؛ لكي يصبح في أفضل صورة.